الإفتتاحية  ( عدد شهر ربيع الأول)

بقلم الشيخ - مهاجري زيان

  رئيس الهيئة الأوروبية للمراكز الإسلامية

                استقبلت الأمة الإسلامية منذ ساعات شهر ربيع الأول، هذا الشهر الفضيل الذي ولد فيه الرسول الكريم سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم، وقد كان ميلاده صلى الله عليه وسلم حدثا فارقا فى تاريخ الإنسانية، فقد أخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربه سبحانه وتعالى، وحملت رسالته صلى الله عليه وسلم التسامح والخير للبشرية جمعاء، وبهذه المناسبة فإنني أتوجه بالتهنئة لأبناء الأمة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها بهذه الذكرى العطرة.

         وإذا كانت هناك من كلمة عند الاحتفال بذكرى مولده صلى الله عليه وسلم في الثاني عشر من هذا الشهر الكريم، فإنني أقول أنه عند الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف ينبغي أن نتعلم ونستفيد من القيم والأخلاق التي حملتها لنا رسالة النبي صلى الله عليه وسلم، والحق سبحانه وتعالى يقول في القرآن الكريم " لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا" الآية (21) سورة الأحزاب .

       كذلك فإنه في هذه المناسبة ينبغي أن نعمل على إحياء السنة النبوية الشريفة ونطبقها في المعاملات في الحياة اليومية، وضرورة غرس هذه القيم والأخلاق لدى الناشئة والأطفال والشباب، انطلاقا من الحديث الشريف عن جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما أن النبي صلى اللهُ عليه وسلم قال" تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا أبدا كتاب الله وسنتي" رواه مسلم .

       وبهذه المناسبة فقد أعدت مجلة " لتعارفوا " مجموعة من الموضوعات التى نتمنى أن تنال إعجابكم، وتبدأ هذه الموضوعات بعد الإفتتاحية بموضوع حول "كيف نحتفل بذكرى المولد النبوي الشريف" يتناول ضرورة التحلي بالقيم والأخلاق التي حملتها لنا السنة النبوية الشريفة، ثم موضوع " إحياء السنة ضمانة لغرس القيم والأخلاق"، وفى نفس السياق موضوع " النبي صلى الله عليه وسلم معلما ومربيا"، وكيف نستفيد من تعاليمه صلى الله عليه وسلم في هذا المجال .

      وتستمر الموضوعات التى تتناول ذكرى المولد النبوي ويأتي موضوع " الشباب في حياة النبي صلى الله عليه وسلم" وكيف نستفيد من تعاليمه صلى الله عليه وسلم في تربية الأجيال، وبعدها موضوع عن" اهتمام الإسلام بالأيتام" ثم موضوع عن "فضل رعاية الأيتام" لأن النبي صلى الله عليه وسلم ولد يتيما وأوصى بالأيتام، ويستمر التنوع في موضوعات المجلة من خلال مقال "بالمناسبة" ومقال "في رحاب آية"، وموضوع "منهج الإسلام في معالجة الفقر" .

        وتنشر المجلة على صفحات هذا العدد حوار مع السيد إيريك لويني صاحب دار نشر فرنسية يتناول العديد من القضايا حول النشر والتأليف ودور الترجمة في نشر الحوار بين الأديان وغيرها من القضايا، وبعد ذلك يأتي موضوع "لمحة تاريخية فى ذكرى تأسيس الأمم المتحدة " .

       يأتي بعد ذلك عدد من الأنشطة للشيخ مهاجري زيان رئيس الهيئة الأوروبية للمراكز الإسلامية، وهذه اللقاءات قمت بها في إطار التواصل مع عدد من الجهات لتعظيم التعاون والتنسيق مع الهيئة منها لقاء مع السفير صالح البدوي سفير الجزائر في سويسرا، ولقاء مع السفير مختار عمر كبير المستشارين في الإتحاد البرلماني الدولي .

           وفي النهاية موضوع نستعرض فيه محاور وأهداف المؤتمر الافتراضي الذي تعقده الهيئة الأوروبية للمراكز الإسلامية في الفترة من 7- 9 أكتوبر تحت عنوان "قمة بلد الشهداء فرصة حقيقية لوحدة العرب" وذلك بمناسبة قرب انعقاد القمة العربية في الجزائر في نوفمبر المقبل.

        ونختم كما تعودنا دائما بعهد ووعد بأن تكون صفحات مجلة "لتعارفوا" تلبي مطالب واهتمامات القارئ الكريم.. وعلى العهد دائما بإذن الله تعالى .