الهيئة الأوروبية للمراكز الإسلامية

صفة إستشارية لدى الأمم المتحدة
إطلاق تجريبي
2023-05-21

 

                        التدخين بين الطب والشريعة 

 

بقلم – عبد الله إبراهيم 

عند الحديث عن ظاهرة التدخين فإننا نركز ليس فقط علي الجانب الطبي، وقد أكدت العديد من الدراسات والأبحاث الطبية أن هناك تأثرات سلبية للتدخين علي الجهاز التنفسي وعلي صحة الإنسان بشكل عام، وهناك الكثير من الآراء الدينية والفتاوى التي تحرم التدخين باعتباره ضار بصحة الإنسان، ويكفي أن شركات التدخين تضع ملصقات علي منتجاتها تحمل عبارة" التدخين ضار جدا بالصحة".

 المؤكد أن صناعة التدخين أصبحت واحدة من أكثر الصناعات التي تحقق أموالا كثيرة وما يصاحب ذلك من فرص عمل وتحصيل أموال للضرائب، لكن تغليب الجانب المادي علي الجانب الصحي في صناعة التدخين أصبح واقع لدي كثير من البلاد في ظل المكاسب المادية التي تتحقق من صناعة التدخين .

الأزمة هنا تكمن ليس فقط في الجانب الصحي للمدخن نفسه، لكن في التأثيرات السلبية علي المحيطين من غير المدخنين سواء في الأسرة أو في العمل أو الأماكن العامة، ولذلك نجد أن كثير من الأماكن العامة والشركات والمؤسسات تضع لافته "ممنوع التدخين" لكن الجانب السلبي الأكبر هنا يقع علي أسرة المدخن وخصوصا الأطفال نظرا لما يتعرضون له ويعرف بالتدخين السلبي، وهنا من الضروري أن يدرك المدخن مخاطر التدخين بجوار الأبناء أو في غرفة مغلقة داخل المنزل.

 كذلك فإن الجانب المادي في التدخين يحمل الكثير من المحاور، منها المردود المالي للشركات ومصانع التدخين، لكن هناك محور أخري يتمثل في أموال كثيرة ينفقها المدخن لشراء السجائر، مع العلم أن الأسعار ترتفع بشكل كبير لكون مصانع التدخين تدرك أن هناك شبه استحالة لتوقف التوزيع والبيع، لكن في الجانب المادي أيضا يوجد الأموال التي تنفق من ميزانية الدولة علي علاج المرضي من المدخنين الذين يتعرضوا لمشاكل صحية في الجهاز التنفسي، وبالتالي فإن تغليب الجانب المادي علي الجانب الصحي في صناعة التدخين ينبغي أن يراعي مصالح المجتمع .

 العنصر الأساسي في قضية التدخين هو المدخن ذاته.. وهنا نقول له أنت سيد قرارك في موضوع التدخين، وجميع المدخنين لديهم معرفة بكل التأثيرات السلبية له، لكن لابد من نظرة أوسع في ظاهرة تغليب الجانب المادي علي الصحي في قضية التدخين

 .