الهيئة الأوروبية للمراكز الإسلامية

صفة إستشارية لدى الأمم المتحدة
إطلاق تجريبي
2020-12-26

حملات الإساءة لنبي الإسلام محمد صلى الله عليه و سلم

 

شارك رئيس الهيئة الأوروبية للمراكز الإسلامية الشيخ سفيان مهاجري زيان، في المؤتمر الدولي الافتراضي من يوم الخميس 31 ديسمبر 2020″ حوار الحضارات والثقافات في ظل حملات الإساءة المتكررة للرسول صلى الله عليه وسلم في وسائل الإعلام الغربية : الواقع وسبل العلاج”، من تنظيم المنتدى العالمي للتواصل والحوار ومجموعة نرتقي التطوعية بالشراكة مع المركز السويدي الدولي للحوار والبحوث، والرابطة العربية الإفريقية، والرابطة العالمية لعلماء إفريقيا بالسويد .

حيث كانت للشيخ سفيان مهاجري هذه الكلمة:

أحجية أو قصة الإساءة إلى شخص نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم ليس بأمر جديد بل ترجع بداياته مع ظهور الإسلام بمكة المكرمة، وتذكر لنا كتب التاريخ ما قاله أبو لهب لرسول الله صلى الله عليه وسلم لما جمع قومه ليبلغهم رسالة ربه امتثالا لأمر الله تعالى : { وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأقرَبِينَ } { سورة الشعراء } قال أبو لهب : تباً لك، ألهذا جمعتنا، من ذلك الوقت لم يتوقف أبو لهب وزوجه أم جميل حمالة الحطب ومشركي مكة من الطعن في شخص النبي الكريم صلى الله عليه وسلم رغم أنهم كانوا يشهدون له بأنه الصادق الأمين صاحب الخلق العظيم، ومما طعن به الرحمة المهداة، قولهم: أنه مصاب بنوع من الجنون، وأحيانا قالوا ‏:‏ إن له جنًا أو شيطانًا يتنزل عليه كما ينزل على الكهان‏، بل وصل الأمر إلى حد التآمر على اغتياله.

وكان من أشد الناس أذى لرسولنا صلى الله عليه وسلم أمية بن خلف، كان إذا رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم همزه ولمزه، فأنزل الله فيه : { وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ }.

وبعد انتشار الإسلام في المدينة تنقل لنا كتب التاريخ من اتهام بعض اليهود لرسول الله محمد عليه الصلاة والسلام بأنه اقتبس القرآن من أحكام التوراة، وأن له أطماعا شخصية في بسط هيمنته على المدينة، من أجل تحقيق أهدافه قام بمصادقة اليهود والتقرب إليهم وتقليد بعض طقوسهم خصوصا التوجه لقبلتهم بيت المقدس، وقد كتب شعراؤهم قصائد في هجاء الإسلام والرسول صلى الله عليه وسلم كابن الأشرف وغيره، وحرضوا المشركين على محاربة الدين الجديد والقضاء عليه، وحاولوا قتله صلى الله عليه وسلم مرات عديدة.

أما انتقاد النصارى لشخص الرسول صلى الله عليه وسلم فقد بدأ مبكرا، لكن أول من ألف كتابا كاملا عنوانه De Haeresbius يطعن في شخص نبينا محمد صلى الله عليه وسلم هو يوحنا الدمشقي (676- 749) John of Damascus، حيث ذكر في كتابه بأن بحيرا الراهب قام بمساعدة الرسول في كتابة القرآن.

ومن أبرز من كتب كتابات مسيئة إلى شخص الرسول صلوات الله وسلامه عليه مارتن لوثر (1483- 1564) Martin Luther حيث كتب في أحد مقالاته نصا : ” إن محمد هو الشيطان وهو أول أبناء إبليس ”. وزعم أن الرسول كان مصابا بمرض الصرع وكانت الأصوات التي يسمعها كأنها وحي جزءا من مرضه.

هذا غيضٌ من فيض!

أما في العصر الحديث،صدرت الكثير من الكتب التي تطعن في شخص الرسول صلى الله عليه وسلم ومن أبرزها رواية آيات شيطانية للهندي سلمان رشدي، وقد طبع الكتاب ونشر في لندن في 26 سبتمبر 1988.

أيها الأحبة أريد أن ألفت انتباهكم، إن القضايا الساخنة تحتاج إلى عقول باردة.

تعلمون أن ما خطط له هو طباعة 5000 نسخة من روايات آيات شيطانية ويباع جزء منها خلال سنوات،ولم يفكروا في إعادة طبع الكتاب مرة أخرى لأنهم توقعوا أنه لا يباع.

لكن ردة فعل المسلمين، جعلتهم يبيعون أكثر من 300 مليون نسخة وترجم الكتاب إلى 70 لغة. واشتهر هذا الشيطان وحصل على جوائز واستقبله ملوك ورؤساء منهم ملكة بريطانيا، والرئيس الأمريكي.

وبعد أحداث 11 سبتمبر2001 بدأت موجة جديدة منظمة للإساءة إلى شخص الرسول صلى الله عليه وسلم، وصدر العديد من الكتب التي اشتهرت وانتشرت في العالم الغربي ومن أشهرها كتابنبي الخراب “ Prophet Of Doom للمؤلف كريك ونن Craig Winn الذي وصف الرسول بأنه قاطع طريق استعمل حسب زعمه البطش والاغتيالات والخداع للوصول إلى السلطة المطلقة.

في سبتمبر 2005 قامت صحيفة ( يلاندز بوستن ) الدانمركية بإقامة مسابقة لرسم كاريكاتير بقصد الإساءة إلى رسول الإسلام، وقامت الصحفية باختيار 12 رسما فيها استهزاء وسخرية بالنبي صلى الله عليه وسلم فإحداها تظهر صورة لرجل يلبس عمامة على شكل قنبلة بفتيل، وغيرها من الصور المؤذية والمسيئة لكل مسلم.

وقد حاولت الجالية الإسلامية وقف الصور لكن الجريدة رفضت وكذلك الحكومة أيدت الجريدة بحجة حرية التعبير، إن الإساءة لرسول مبعوث رحمة للعالمين ليس في شيء من حرية التعبير، وإنما هي عنصرية وإهانة دين ونبي أمة أتباعه في القارات الخمس.

وقامت العديد من الدول الإسلامية باستنكار الحدث، فصدر بيان لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى الوزراء لمناقشة الموضوع. وقامت المملكة العربية السعودية بسحب سفيرها في الدانمارك، وقامت ليبيا بإغلاق سفارتها هناك. وصدرت إدانات من جهات مختلفة كهيئة علماء المسلمين في العراق وبرلمان دولة الكويت وبرلمان مصر.وبدأت غضبة شعبية في غالب بلدان العالم الإسلامي وكذلك مظاهرات للمسلمين في الدول الغربية وصاحب ذلك دعوة لمقاطعة المنتجات الدانمركية.

للأسف الشديد أعادت صحافة الدانمارك نشر الرسوم المسيئة ولكن على مستوى أكبر فقد نشرتها سبع عشرة صحيفة في نفس الوقت زاعمين أن ذلك ردا على القبض على متطرفين إسلاميين.

وفي عام 2006 قامت شارلي إيبدوبنشر 12 رسما كاريكاتوريا مسيئا للنبي محمد عليه الصلاة والسلام. وأعادت المجلة نشر الرسوم ذاتها عشية بدء محاكمة المتهمين في الهجوم المسلح الذي استهدف الصحيفة الأسبوعية في يناير 2015 وأسفر عن 12 قتيلا و11 جريحا من موظفيها.

مع اصرار لوران سوريسو رئيس تحرير شارلي إيبدوعلى إعادة نشرها قائلا في افتتاحية العدد : ” لن نستسلم أبدا ” . وبعدها تأتي تصريحات الرئيس الفرنسي ماكرون المرفوضة وإن حاول أن يستدرك في حواره مع قناة الجزيرة ليذكر للرأي العام أنه أسيئ فهم تصريحاته.

أيها الأحبة..لا ينبغي أن تتكون عندنا تصورات غير متزنة من خلال هذا الحدث فأضرب لكم مثال، في باريس في جامعة السوربون وما أدراك ما جامعة السوربون، تم انتخاب مريم بوجيتو mariam pougetoux رئيسة الاتحاد الوطني لطلبة فرنسا بجامعة السوربون. من الذي انتخبها وهي مسلمة محجبة؟ فرنسيون، لذا كيف نحكم على عموم الشعب الفرنسي بأنه عنصري، لماذا نركز على اليمين المتطرف وننسى شريحة واسعة من المجتمع الفرنسي الذي يمكن أن نتعاون معه لمحاربة العنصرية والأفكار المخالفة لقيم الجمهورية الفرنسية.

إن مسألة ازدراء الأديان والإساءة للمقدسات مسألة مقلقة، لن تجلب للعالم إلا مزيدا من التأزم، والشحناء، والكراهية، فضلا عن أنها لا تتفق أبدا مع ما تنادي به المؤسسات الدولية من احترام الأديان والمعتقدات.

ونناشد عقلاء العالم وحكماءه وأحراره إلى بذل المستطاع من الطاقة والقوة والجهد، والتناصح من أجل التعايش السلمي ونشر السلم والسلام والاحترام المتبادل، ليتفرغ الجميع لتحقيق الخير والتعاون والتنمية الشاملة، والقضاء على جائحة كورونا وآثارها الخطيرة على الصحة والاقتصاد والتنمية(توصية).

  • ونطالب بضرورة تبني تشريع عالمي يجرم الإساءة للأنبياء والأديان ورموزها المقدسة مع عدم الآفلات من العقوبة لكل من قام بذلك وبضرورة تخصيص يوم عالمي لإنهاء الإفلات من العقاب في الجرائم المرتكبة ضد الديانات السماوية والأنبياء والرسل والإساءة إليهم(توصية)وقد بدأت الهيئة في إجراءات المطالبة بذلك، وندعو إلى التحلي بالأخلاق والقيم والتعاليم التي تؤكد على احترام معتقدات الآخرين.
  • وتدعو الهيئة المسلمين في أوروبا إلى تفويت الفرصة على من يريد أن يستدرج المسلمين للصدام،وأن يلتزموا الحكمة في الدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم،وأتباع السبل القانونية السلمية في ذلك،والابتعاد عن كل ما فيه تجاوز للقانون،وأن يقتدوا برسولهم صاحب الخلق العظيم المبعوث رحمة للعالمين، والتحلي بسعة الصدر والسماحة واللين، وتجسيد قيم وأخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم في سلوكهم ومعاملاتهم لإبراز الصورة الحضارية للإسلام والمسلمين(توصية).
  • ندعو إلى تغليب العقل على العاطفة،ولا نستجيب للاستفزازات ولا نستدرج لما يريده أعداؤنا( توصية).
  • وندعو إلى القيام بحملات يصدم منها المجتمع الأوروبي،رد فعل لا يتوقعونه،حملة تكريم عيسى عليه السلام والدعوة إلى محبته وإبراز مناقبه وشمائله(توصية).

وليعلم أتباع محمد صلى الله عليه وسلم أن الاعتداءات مازلت مستمرة ولن تنتهي ولكن يبقى قوله تعالى دائما وأبدا:”والله يعصمك من الناس”.وقوله تعالىإنا كفيناك المستهزئين ”.