الهيئة الأوروبية للمراكز الإسلامية

صفة إستشارية لدى الأمم المتحدة
إطلاق تجريبي
2021-09-08

استفسار:

هل صح شيء من السنّة النبوية حول شهر صفر، من صيام او ذكر او فضل او عمل ما، او شيء منهي عنه في هذا الشهر؟

الرد:

       للأسف، فانه كثير من الناس يتساهل في البحث والتحري او السؤال في شأن ثبوت نصوص شرعية من الكتاب او السنة فيما يتعلق ببعض المناسبات او الايام او الشهور، حيث يحبون التعميم حول كل او جل الشهور فيما ثبت في غيره من الشهور!! فيقع البعض في البدعة بل الخرافات كما كان الشأن في الجاهلية، حيث كانوا مثلا يتشاءمون من السفر أيام شهر صفر، ويعزفون عن الزواج فيه... وغيرها.

        وهي اعتقادات باطلة بامتناعات تعلقت بشهر صفر، وفيه كانت احداث هامة وجميلة ومفرحة في تاريخنا الناصع، منها _حسب بعض علماء التاريخ والسير _: غزوة الأبواء وهى أول غزوة غزاها النبي صلى الله عليه وسلم، كذلك كان به فتح خيبر، وفيه أسلم خالد بن الوليد وعمرو بن العاص، وفيه تزوج الرسول بالسيدة خديجة رضي الله عنها.

و هذه بعض الاحاديث و درجتها مما تعلق بشهر صفر:

  1. عن النبي ﷺ فيما اخرجه مسلم، مما ورد في ابطال التشاؤم أنه قال: (لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر، ولا نوء ولا غول، ويعجبني الفأل) أخرجه مسلم في كتاب السلام، برقم 2222.
  • قوله صلى الله عليه وسلم:(لا عدوى ولا صفرَ ولا هامةَ. فقال أعرابيٌّ: يا رسولَ اللهِ. فما بالُ الإبلِ تكون في الرملِ كأنها الظباءُ، فيجيءُ البعيرُ الأجربُ فيدخلُ فيها فيجربُها كلَها؟ قال: فمن أعدى الأولَ؟. وفي روايةٍ: إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قال: لا عدوى ولا طيرةَ ولا صفرَ ولا هامةَ فقال أعرابيٌّ: يا رسولَ اللهِ» متفق عليه
  • ومن الأحاديث الموضوعة (من بشرني بخروج صفر، بشرته بدخول الجنة» حجة النبي للألباني ص104.
  • ومنها (يكون موت في صَفَرٍ، ثم تتنازع القبائل في الربيع، ثم العجب كل العجب، بين جمادى ورجب...) السلسلة الضعيفة برقم 6178، وفي اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة.
  • و منها:(إذا انكسف القمر في المحرم كانت تلك السنة البلاء والقتال، وشغل السلطان، وفتنة الكبراء وانتشار من الضعفاء، وإذا انكسف في صفر كان نقص من الأمطار حتى يظهر النقصان في البحر، وهو الغاية من نقص للأمطار و القحوط، وإذا انكسف في ربيع الأول كان مجاعة وموت مع أمطار، وتحول ملك بموت كثير)، قال ابن الجوزي في الموضوعات ص141: لا يشك في وضعه.

       من خلال هذا الرد المختصر يتضح ان شهر صفر لا يتعلق به شيء ثابت من فعل او عدم الفعل، وان المرويات المتعلقة بذلك كلها مما لا تثبت نسبته للنبي صلى الله عليه وسلم، بل جاءت أحاديث الصحيحة لإبطال مثل هذه المعتقدات والتصرفات التي أصلها من الجاهلية.