الهيئة الأوروبية للمراكز الإسلامية

صفة إستشارية لدى الأمم المتحدة
إطلاق تجريبي
2020-07-21

بسم الله الرّحمن الرّحيم، لقد بيّن أهل الاختصاص خطورة الوباء القاتلة، وطرق انتقاله وانتشاره (كالخلطة، والملامسة والاحتكاك، والمصافحة، والمعانقة..)، والقرآن صريح في هذا الباب، قال الله تعالى: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} البقرة:195، وقال أيضًا: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} النّساء:29، والسُّنّة النّبويّة أكّدت بعض الإجراءات الوقائية اللازمة منها نهي المسلم عن الدخول إلى أرض وقع بها الطاعون أو الخروج منها، لقول عبد الرّحمن بن عوف رضي الله عنه أنّه قال: سَمِعْتُ رسولَ اللَّهِ صلّى اللَّهُ عليهِ وسلّمَ يقول: “إِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ [يعني الطاعون] بِأَرْضٍ فَلَا تَقْدَمُوا عَلَيْهِ، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلَا تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْه” رواه البخاري ومسلم.

فالأصل عدم جواز الدخول أو الخروج من وإلى الأماكن الّتي تأكّدت فيها جائحة كورونا، حماية لأنفسنا وللنّاس أجمعين، بل حتّى الخروج للمصالح اليومية البسيطة تتأكّد فيها الحيطة والحذر، ولعلّ الإجراءات الإدارية من الدول معروفة ومتشابهة في كلّ البلاد، بناء على توصيات أهل  الطب والصحة بمختلف المؤسسات.

ننصح بالبقاء في البيوت إلّا لضرورة عملًا بهدي النّبيّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كما روت السيّدة عائشة أمّ المؤمنين رضي الله عنها قالت: سألتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عن الطاعونِ، فأخبَرَني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: “أنَّه كان عَذابًا يَبعَثُه اللهُ على مَن يَشاءُ، فجعَلَه رَحمةً للمُؤمِنينَ، فليس مِن رَجُلٍ يَقَعَ الطاعونُ فيَمكُثُ في بَيتِه صابِرًا مُحتَسِبًا يَعلَمُ أنَّه لا يُصيبُه إلَّا ما كَتَبَ اللهُ له إلَّا كان له مِثلُ أجْرِ الشَّهيدِ” رواه أحمد. والله أعلم.