الهيئة الأوروبية للمراكز الإسلامية

صفة إستشارية لدى الأمم المتحدة
إطلاق تجريبي
2023-05-21

 

في رحاب آية

 

"وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ " الآية (34) سورة فصلت 

 

بقلم الأستاذ - محمد ضياء 

يا له من أسلوب جميل في الحياة بالتعايش سلميا بلا حروب ولا نزاعات ولا طائفية، فيكون الاختلاف سببا لتوحدنا واجتماعنا على الخير بلا أية خصومة، ونجعل القوة سبيلا لانهائها، لا لابتدائها، إذ لا ينتصر في الخصومات ولا في الحروب أحد.

العبادات تدريب عملي على الإحسان

فالدين يدعو إلى حسن الخلق بعد الإيمان بالله عز وجل، إذ العبادات ما هي إلا تدريب عملي على إحسان التعامل بين العبد وربه، وذلك في الصلاة والصيام، وبين العبد والناس كما في الزكاة والحج، ويتضمن ذلك كله البعد الروحي في أن يدرك أنه يشاهد ربه خالقا ومصورا ورازقا وبالتبعية في كل أسماء الله الحسنى، فيكون متعلقا بها "وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" الآية (180) سورة الأعراف.

الإنسان والسلام البشري

فحق لهذا الإنسان أن يكون دائما محسنا وأن يأخذ المبادرة إلى الحسنات فإنها تذهب السيئات، فإذا كان بينك وبين أخيك عداوة فلتسرع إلى دفعها بالحسنى، وبأن تكون له كأفضل صاحب "وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ" الآية (34) سورة فصلت، وهذا التعامل ليس بين الأفراد فقط بل هو صالح للسلام البشري على كوكب الأرض، إذ الدول والمجتمعات والطوائف والقبائل ما هي إلا صوره متفرعة من أصل واحد.

فليكن وصلنا للإنسانية بقدر حب الخير و الهداية والرحمة وحسن المعاملة للناس أجمعين دون تفرقة على أي أساس ديني أو طائفي أو عرقي أو جنس أو لون، فالمعيار والتفاضل هو التقوى وترك حساب الناس إلى رب الناس الذي خلقهم " قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ" الآية (149) سورة الأنعام.

العفو والصفح من شيم الكرام

فإذا قام نزاع في الأسرة الواحدة فليكن العفو والصفح الجميل "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ" الآية (14) سورة التغابن، وإذا قام نزاع بين طائفتين من نفس الفئة أو الدين أو الجنس أو اللغة فليكن الإصلاح بالحكمة والموعظة الحسنة إقامة العدل " وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ" الآية (9) سورة الحجرات .

همسة في أذن الإنسانية

لابد للإنسانية ممثلة في الدول العظمى وفي جمعيتها العامة وفي عصبة الأمم وفي كل سبيل يجمع الناس على الخير أن يسارعوا إلى وئد الفتن قبل أن تستشري، وأن يتخذوا من الإجراءات ما يمنع الحروب والنزاعات قبل بدئها، حتى نكون بحق كما أراد الله للإنسان في الأرض بأن يكون خليفته " وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ" الآية (30) سورة البقرة، فما كان من الملائكة إلا التعجب ولكن أمر الله هو النافذ " وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ" الآية (21) سورة يوسف .