الهيئة الأوروبية للمراكز الإسلامية

صفة إستشارية لدى الأمم المتحدة
إطلاق تجريبي
2023-01-23

بقلم الأستاذ - إسماعيل دباح

كثير من الكُتَّــــاب أو المراكز البحثية التي تزعم انها متخصصة تربط "العنف والإرهاب" بالأديان السماوية عموما، وبعضهم يربطه بالإسلام الحنيف تخصيصا، لتشويه صورته الناصعة، وذلك بالاعتماد على بعض المظاهر هنا أو هناك، أو طيش وشطط من هذا أو ذاك.

 

والحقيقة الواقعية أن أصل الأديان السماوية الطاهرة: الدعوة الى التسامح والاعتدال والحرية، ونبذ التشدد والغلو من خلال التَّعبد الصحيح، فما الأنبياء عليهم السلام إلا نماذج  في السمو الإنساني.

 

 وتاريخ الإسلام- من خلال الأحكام والفتاوى- مملوء بدفع الفتن والأزمات مع الجميع، والحرص على الأمن والسلام والطمأنينة في المجتمعات، فالتمسك بالوسطية والاعتدال، والبعد عن خطاب الكراهية هو نوع من التَّعبد الصحيح والتّقرب إلى الله تعالى، وكل التوجيهات والتوصيات مرتبطة بنبذ التطرف والغلو.

 

 والمسلم حريص جدا على رضا الله تعالى باعتبار أن الإسلام دين شامل يتناول مظاهر الحياة كلها، في البيت ومع الجيران والمواطنين وفي العمل و في كل المعاملات، سواء مع المسلم أو غيره من الناس و كلها أمور من التَّعبد الصحيح.

 

فالاستقرار في المجتمع والدولة هو مقصد وغاية، ويعتبره الإسلام معيارا القرارات والتوجهات الصحيحة، وصلاح المواطن المسلم بمدى إسهامه في مجتمعه ودولته بالنفع والخير كمؤشرات لهذا المعيار، وهو جوهر التَّعبد الصحيح.

 

 ولعل تحريض ومبالغة أعداء الديانات السماوية في صناعة العداوة بين الأديان في المجتمع الواحد، وإشاعة الأراجيف بين كثير من رجال السياسة والمشرِّعين والنّافذين بربط التطرف العنيف المفضي إلى الإرهاب إلى الأديان، جعل ما أقرته منظمة الامم المتحدة: "أسبوع الوئام العالمي بين الأديان" المصادف لتاريخ[01 شباط/فبراير ] حدثا  مناسبا لتكريس المحبة والوئام، وإتاحة الفرصة للعقلاء باستثمار هذه المناسبة في نشر ثقافة الأخوة والسلام بين الجميع.

 

بل ترقية الموضوع إلى تعميق الأخوة الانسانية التي منطلقها كرامة الانسان مهما كان دينه أو عرقه أو جنسه أو أصله، بالاحتفال باليوم الدولي للأخوة الإنسانية[04شباط/فبراير]  لإشاعة قيم التعاون والتضامن والاحترام والحوار والسلام.

 

   خلاصة هذا المسعى النبيل  ككل هو احتفاء منظمة الأمم المتحدة في كل عام يصادف تاريخ [12شباط/فبراير] باليوم الدولي لمنع التطرف العنيف عندما يفضي إلى الإرهاب، حيث(وضعت المنظمة خطة العمل لمنع التطرف العنيف، ودعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى اتباع نهج شامل في خطة العمل لا تشمل فقط الإجراءات الأمنية الأساسية لمكافحة الإرهاب، ولكن خطوات وقائية منهجية كذلك لمعالجة الظروف الأساسية التي تدفع الأفراد إلى التطرف والانضمام إلى الجماعات المتطرفة العنيفة، ودعم الجهود الوطنية والإقليمية والعالمية لمنع التطرف العنيف، ومساعدة الدول الأعضاء في تطوير خطط العمل الوطنية، ووضعت الخطة من خلال عملية مكثفة مشتركة بين وكالات الأمم المتحدة، وتستند إلى نتائج الاجتماعات رفيعة المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن، والإحاطات التفاعلية للدول الأعضاء ونتائج الاجتماعات الدولية والإقليمية.

 

 ويمكن تقديم خلاصة ذلك أو الرسائل الرئيسية على النحو التالي:

 

  • استخدامُ العنف ضد الناس لتحقيق غرض سياسي هو فعل غير مشروع.
  • حترام الاختلافات في الرأي هو عنصر أساسي لأيِّ مجتمع صحي مزدهر.
  • التطرف العنيف كثيرا ما يكون مدفوعا بمشاعر الانعزال والإقصاء، وكذلك بالخوف والجهل. ومن أجل ترسيخ حل مستدام، يجب تنفيذ تدابير التصدي للتطرف العنيف ضمن إطار يحترم حقوق الإنسان وسيادة القانون، وإلاَّ تفَاقَم الشعور بالإقصاء.

إن السلام الذي تصبوا اليه كل الشّعوب في العالم  هو التزام الناس بتعاليم الرسالات السماوية، بفهم سليم وتعبُّد صحيح، و بإلجام  تجار الفتنة و الأزمات- باسم الأفراد أو المنظمات- برفض دعواهم للتطرف العنيف الذي يفضي إلى الإرهاب، أو بربطه بالرسالات السماوية، فالوحي السماوي الصحيح بريئ من ذلك .