الهيئة الأوروبية للمراكز الإسلامية

صفة إستشارية لدى الأمم المتحدة
إطلاق تجريبي
2025-09-24

بيان الهيئة الأوروبية للمراكز الإسلامية بشأن تفاقم المجاعة في قطاع غزة

انطلاقًا من القيم الأوروبية القائمة على الكرامة الإنسانية والعدالة، ومن المبادئ التي أرستها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان واتفاقيات جنيف التي تكفل حماية المدنيين في أوقات النزاعات، تتابع الهيئة الأوروبية للمراكز الإسلامية ببالغ القلق والأسى الكارثة الإنسانية المروّعة في قطاع غزة، حيث حصد الجوع وسوء التغذية أرواح مئات الأبرياء، كان آخرهم أربع ضحايا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، ليرتفع العدد إلى 440 شهيدًا بينهم 147 طفلًا.
ومنذ إعلان وقوع المجاعة رسميًا، سُجّلت 162 وفاة إضافية، بينهم 32 طفلًا، في مشهد يعكس انهيارًا كاملًا لمقومات الحياة الكريمة.

إن هذه الأرقام ليست مجرد إحصاءات صامتة، بل هي صرخات استغاثة من شعب محاصر، ووصمة عار على جبين الإنسانية، وهي تكشف بما لا يدع مجالًا للشك، عن فشلٍ خطيرٍ للمجتمع الدولي في أداء واجبه الأخلاقي والقانوني، وعن استمرار سياسات تحوّل الغذاء والدواء – وهما أبسط حقوق الإنسان – إلى أدوات حصار وعقاب جماعي.

وإذ تحمل الهيئة الأوروبية للمراكز الإسلامية هذا النداء، فإنها تدعو إلى ما يلي:
• إلى الحكومات والهيئات الدولية: ضرورة التحرك الفوري والعاجل لفتح ممرات إنسانية آمنة ودائمة، وإدخال الغذاء والدواء دون قيود أو شروط، التزامًا بالقانون الدولي والمواثيق الأممية.
• إلى المؤسسات الحقوقية: المطالبة بفتح تحقيق دولي مستقل حول المسؤولية القانونية والأخلاقية للأطراف التي تفرض هذا الحصار اللاإنساني.
• إلى المؤسسات والمراكز الإسلامية في أوروبا: تعزيز جهود الإغاثة وتنسيقها مع المنظمات الإنسانية العالمية لضمان وصول الدعم إلى الفئات الأكثر ضعفًا، وخاصة الأطفال.
• إلى الإعلام الحر والرأي العام العالمي: تكثيف الحملات لفضح الجرائم المرتكبة بحق المدنيين العُزّل وتسليط الضوء على هذه المأساة، حتى لا يطويها النسيان أو التواطؤ بالصمت.

إننا في الهيئة الأوروبية للمراكز الإسلامية نؤكد وقوفنا الثابت إلى جانب شعبنا في غزة، ونوجّه نداءً صريحًا إلى كل الأحرار، مسلمين وغير مسلمين، بأن يرفعوا أصواتهم، ويحرّكوا أقلامهم، ويضغطوا على صناع القرار من أجل إنهاء هذه الكارثة.

فالضمير الإنساني اليوم أمام اختبار عسير: إما أن ينتصر للطفولة التي تُذبح جوعًا في غزة، أو أن يسقط في صمتٍ مخزٍ يسجله التاريخ.

الهيئة الأوروبية للمراكز الإسلامية
جنيف – سويسرا