الهيئة الأوروبية للمراكز الإسلامية

صفة إستشارية لدى الأمم المتحدة
إطلاق تجريبي
2023-01-23

     بقلم الدكتور - ميسوري عباس

 

هو محمد بن عبدالله، أحسن خلق الله وأصفاهم، اصطفاه الله عز وجل وشرفه بحمل رسالة الإسلام، عليه أفضل الصلاة و السلام إلى يوم الدين، صباه وطفولته وشبابه كلها قصص و عبر وجب على كل مسلم أن يحتذي بها، نشأ يتيما وعاش متواضعا لله، بسيطا مع الناس و وحليما تجاه الآخرين، عانى الأمرين و الصعاب من أبناء قبيلته، كان حليما و متسامحا و عظيم الأخلاق. تلك الصفات لا يمكنها أن تجتمع إلاّ في نبي و رسول" وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" الأنبياء (107).

 

وفي عام الحزن حاصر المشركون بنو هاشم و قرروا مقاطعتهم كليا، أملا منهم أن يكف النبي الكريم صلى الله عليه وسلم عن نشر دعوته وإبلاغ الرسالة، كما اشترطوا على كبير قوم بني هاشم، وهو أبا طالب عم الرسول صلى الله عليه و سلم أن يسلمهم إياه فيقتلوه، فما كان عليه إلا أن طلب من سيد الخلق ومن آمن معه أن يلجأوا إلى شعاب مكة، وخلال فترة تزيد عن ثلاث سنوات، عانى المسلمون ويلات الجوع و التهجير والمرض، بعد أن دون المشركون عهدهم على وثيقة علقت داخل الكعبة، أتاهم الله من حيث لم يحتسبوا فبعث عليها الأرضة أكلت ما بها ما عدا كلمة " باسمك اللهم" .

 

  وبعد ذلك خرج النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ومن معه من الشعاب وعادوا إلى ديارهم بمكة، في تلك الفترة ألّم المرض بأبي طالب وأقعده الفراش إلى أن توفي في السنة العاشرة من النبوة، حزن الرسول الأعظم حزنا شديدا على عمه، ذلك الرجل الذي كان يحميه ويدافع عنه، لم تمر فترة على هذا المصاب الجلل، وبالتحديد بعد شهرين توفيت سيدة نساء العالمين السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها زوجة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، وحدث ذلك في شهر رمضان من السنة العاشرة من النبوة، وكان عمرها آنذاك 65 سنة بينما كان النبي الكريم صلى الله عليه على وسلم في الخمسين من عمره.

 

وقد كان لوقع الحادثتين ( وفاة عمه أبو طالب وزوجته السيدة خديجة رضي الله عنها) الأثر الكبير في نفس المصطفى صلى الله عليه وسلم وألّم به حزنٌ شديدٌ، لذلك دون علماء التاريخ الإسلامي تلك السنة العاشرة من النبوة كعام الحزن في حياة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وقد جاءت رحلة الإسراء والمعراج بعد هذه الأحداث للتخفيف عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم .