الهيئة الأوروبية للمراكز الإسلامية

صفة إستشارية لدى الأمم المتحدة
إطلاق تجريبي
2023-04-21

 

    الدكتور مسعود بو جنون نائب مدير الدراسات والاستشراف بالمجلس الإسلامي الأعلى بالجزائر:

 ترجمة معاني القرآن والكتب الدينية تهدف لإيصال تعاليم الإسلام لأبناء الجاليات ولغير المسلمين

-المجلس الإسلامي الأعلى بالجزائز يسعي لتصحيح صورة الإسلام والرد بالحجة على الأفكار والاتجاهات المغرضة 

            

أجري الحوار – الشيخ مهاجري زيان 

أكد الدكتور مسعود بو جنون نائب مدير الدراسات والاستشراف بالمجلس الإسلامي الأعلى ونائب رئيس تحرير مجلة المجلس باللغة الفرنسية،  في حواره مع مجلة " لتعارفوا" أهمية ترجمة معاني القرآن الكريم والكتب الدينية بهدف إيصال تعاليم الإسلام وقيمه للذين لا يحسنون العربية ولغير المسلمين، مشيراإلي أنه قام بترجمة العديد من الكتب الدينية بهدف نشر الوسطية والاعتدال وقيم الإسلام لدي المسلمين الذين لا يجيدون اللغة العربية، وأنه يؤدي هذه المهمة كرسالة ويسعي للمزيد من الترجمات في هذا المجال .

وأشار أيضا إلي أن المجلس الإسلامي الأعلى بالجزائز يسعي لتصحيح صورة الإسلام وإظهاره على حقيقته، وذلك من خلال محاربة التطرف والتشدد، وكذلك الرد بالحجة والبيان على كل الأفكار والاتجاهات المغرضة والهدامة ادعاءات المستشرقين.. وإلي نص الحوار .

 

من جلل حظنا أن نستقبل الأستاذ مسعود بوجنون نود أن يعرف القارئ نبذة مختصرة عنكم ؟

أنا من مواليد 1959 بحي بلوزداد العريق، حينما بلغت 23 سنة بدأت الكتابة، كنت آنذاك موظفًا في وزارة الثقافة، وكان أول عمل أنجزته هو سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، والذي جاء ردا على افتراءات المستشرقين بشأن حياة الرسول صلى الله عليه وسلم ورسالته، وكان من إصدارات دار البعث في قسنطينة، أما كتابي الثاني فهو "الإسلام والغرب" صدر عام 1984، وفي عام 1985نشرت كتابي الثالث على حسابي الخاص وهو رسالة بعنوان "الإسلام والعالم الحديث". 

وبدأت العمل في الصحافة مباشرة بعد الانفتاح الديموقراطي الذي تلا أحداث أكتوبر 1988، بدءاً من أسبوعية "الصحوة"، ثم المنار حيث كنت مديرا للنشر، ثم البرهان، ثم التحقت بالمجلس الإسلامي الأعلى وشغلت منصب نائب مدير الدراسات والاستشراف ونائب رئيس تحرير مجلة المجلس باللغة الفرنسية إلى يومنا هذا، وبالتالي قبل أن أصبح مترجما، كنت كاتبا وصحفيا، وقمت حتى الآن بتأليف 26 كتابا تتناول الفكر الإسلامي أو السير الذاتية لشخصيات إسلامية بارزة.

 أما بالنسبة للترجمة، فقد بدأت عام 1992 وتعاملت مع عدة ناشرين في فرنسا ولبنان، وأحمد الله أن وفقني إلى ترجمة سبعين كتابا في مختلف فنون الفكر الإسلامي، ففي التفسير مثلا قمت بترجمة تفسير ابن كثير وكذلك تفسير الشيخ عبد الرحمن السعدي، وفيما يخص الحديث الشريف فقد شاركت في ترجمة صحيح البخاري مع الأخ المغربي الدكتور الدخيسي، ثم ملخص صحيح مسلم، ورياض الصالحين للإمام النووي، بالإضافة إلى مجموع الأحاديث القدسية التي أثبتها المحدثون. 

أما بالنسبة للعقيدة، فقد ترجمت كتاب عقيدة الإمام أبي حامد الغزالي، وكتاب الإمام العظيم محمود شلتوت "الإسلام: عقيدة وتشريع"، وأما في أصول الفقه، فقد قمت بترجمة رسالة الإمام الشافعي، وفيما يتعلق بالفقه فقد ترجمت متن ابن عاشر، وترجمت كتب السير كذلك، ومنها سيرة ابن كثير في ألف صفحة و"سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم نور اليقين" للشيخ محمد الخضري بك، وحياة النبي صلى الله عليه وسلم للأستاذ مصطفى محمود، ثم قصص الأنبياء، وسيرة الصحابة لابن كثير، والكتاب الشهير لابن الجوزي عن شخصيات الإسلام اللامعة "صفوة الصفوة". 

أما بالنسبة للفكر السياسي، فقد قمت بترجمة كتاب الأستاذ عبد الحميد أبو سليمان "مشكلة المنهج في الفكر الإسلامي". وأخيراً، ترجمت كتب تتناول الإحسان أو التصوف، ككتابي الشيخ عبد القادر الجيلاني "جلاء القلوب" و "تطهير القلوب".

تشتغلون بالمجلس الإسلامي الأعلى بالجزائر، حدث القراء عن هذا الصرح، هيكلته، مهامه ؟

المجلس الإسلامي هيئة استشارية لدى رئاسة الجمهورية يتكون من الرئيس و14 عضوا منهم الفقهاء شيوخ الزوايا علماء الاجتماع فلاسفة وأساتذة جامعيون، ومهام المجلس تتلخص في إصدار فتاوى في النوازل والقضايا المعاصرة التي تهم المجتمع والأمة، كذلك يسعى المجلس لتصحيح صورة الإسلام وإظهاره على حقيقته، وذلك من خلال محاربة التطرف والتشدد، وكذلك الرد بالحجة والبيان على كل الأفكار والاتجاهات المغرضة والهدامة ادعاءات المستشرقين.

وللقيام بكل هذه النشاطات ينظم المجلس محاضرات شهرية مفتوحة للجميع ينشطها أساتذة جامعيون ومختصون في العلوم الإسلامية، كما ينظم ملتقى دولي سنوي يختار فيه موضوعا يهم الأمة الإسلامية بحضور علماء ومفكرين من الداخل والخارج، مهتمين بالشأن الإسلامي وقد شرفتمومنا هذه السنة بحضوركم الفعال، كما يقوم المجلس بإصدار مجلة نصف سنوية باللغتين العربية والفرنسية تسمى مجلة الدراسات الإسلامية، ويقوم بإصدار كتب ومطبوعات للتعريف بالإسلام من جميع جوانبه التاريخية الفكرية العقائدية الروحية الحضارية والأخلاقية، كما يقوم بالإشراف على عملية إدخال الصيرفة الإسلامية في البنوك الوطنية، إدارته للهيئة الشرعية للمالية الإسلامية التي تتكون من أعضاء من المجلس ومتخصصين في الاقتصاد.

 

تجمعون بين العمل الدعوي و الترجمة ، حظ هذا أم عبئ مضاعف ؟

هذه نعمة من الله عز وجل ومسؤولية ثقيلة في الوقت نفسه، بحيث إنك تحمل رسالة، وبالتالي يتوجب عليك أن تقدم أفضل صورة لجمهورك الذي يعتبرك قدوة، والترجمة تدخل في إطار الدعوة للإسلام لأن الترجمة هي إيصال تعاليم الإسلام وقيمه للذين لا يحسنون العربية ولغير المسلمين، وان كانت هذه المهمة مسؤولية فهي في الوقت نفسه شرف ومنة من الله تعالى الذي سخرنا لخدمة دينه.

نعلم أنكم تترجمون معاني القران للغة الفرنسية، أين وصلت العملية؟، و هل ساهمت الترجمة في إيصال رسائل الخير و النفع؟

ترجمة القران الكريم تحققت بفضل الله والطبعة الأولى نفذت وهناك طبعة ثانية صدرت منذ أيام، وقد عرفت هذه الترجمة نجاحا لا بأس به ورواجا، علما أن هناك فئة معتبرة من الجزائريين لا يحسنون اللغة العربية خاصة من كبار السن وذلك لأسباب تاريخية لها علاقة مع الاستعمار ومحاربته للغة العربية، حاولنا قدر الاستطاعة أن تكون هذه الترجمة أقرب إلى حد بعيد إلي معنى الآيات باللغة العربية، وأن يكون فيها شروحات وتعليقات على بعض الآيات، كل هذا لكي يكون بين يدي القارئ ترجمة تغنيه عن تراجم المستشرقين وما تحتويه من سموم ومغالطات.

ماذا أضاف النشاط الدعوي لكم؟

النشاط الدعوي كثير ومتنوع إضافة على التأليف والترجمة كانت لنا حصص تلفزيونية مع زملاء مفكرين وعلماء، أذكر على سبيل المثال المرحوم الدكتور سعيد شيبان وزير الشؤون الدينية السابق، المرحوم الدكتور محمد بن رضوان، الأستاذ كمال شكاط والأستاذ عيسى بلمكي هذه الحصص تبث باللغة الفرنسية وكانت موجهة للجالية الجزائرية المقيمة في الخارج والجاليات الأخرى الناطقة بالفرنسية، ولنا الآن حصة إذاعية بالفرنسية موجهة إلى دول الساحل الإفريقي وهي حصة دعوية وتسعى لمحاربة الأفكار المتطرفة لدى الشباب، النشاط الدعوي سمح لي أن التقي بمفكرين وعلماء ودعاة حيث استفدت من علومهم وتجاربهم والحمد لله.

إلى أي مدى ساهم المجلس الإسلامي الأعلى في صيانة المرجعية الدينية للجزائر؟

المجلس الإسلامي ساهم في صيانة وحفظ المرجعية الدينية بالجزائر والمتمثلة في الثلاثي العقيدة الأشعرية الفقه المالكي وطريقة الجنيد، هذه المرجعية هي خاصية جزائرية ودول المغرب العربي منذ قرون، والتي سمحت لبلادنا أن تتجنب كل أشكال العنف والتطرف والانقسام الطائفي، وذلك عن طريق مساهمة أعضائه في الندوات الفكرية وفي الدروس المسجدية وعن طريق الكتب والمطبوعات.

هل مشاريع أخرى في الترجمة و في غيرها في الأفق؟

نعم هناك مشاريع كثيرة أدعو الله أن يوفقني لإتمامها أنا عاكف الآن على ترجمة كتابان الأول في الحديث وهو سنن الترمذي، والثاني كتاب مهم في الميدان الدعوي لمؤلفه الأستاذ العراقي قيس الكلبي، وهناك عدة مشاريع في الانتظار، وقد صدر لي منذ أيام خمسة كتب هي عبارة عن ترجمة أجزاء من كتاب إحياء علوم الدين لأبي حامد الغزالي.

نمنحكم منتهى الحرية في إنهاء هذا الحوار، تفضلوا سيدي ..

أشكركم وأتمنى لكم النجاح والتوفيق في مهمتكم النبيلة خصوصا وأنتم سفراء للإسلام ومؤتمنون على إبراز مناقبه وما يكتنزه من تعاليم سمحاء.