الهيئة الأوروبية للمراكز الإسلامية

صفة إستشارية لدى الأمم المتحدة
إطلاق تجريبي
2021-09-08

قراءة في كتاب زلزال العقول

للكاتب والمؤلف : وائل عادل

يأتي كتاب "زلزال العقول" كأحد حلقات سلسلة "ثورة العقول"، ويعالج منهجيات التفكير، ويسلط الضوء على زوايا دقيقة من نمط التفكير الحي الذي ينقل المجتمعات نقلات نوعية، كما يعتبر هذا الكتيب زلزالاً لأنه يرج العقل رجاً، ويعيد ترتيب الأفكار فيه بشكل جديد، فيهذب أفكاراً، ويضيف أفكاراً، ويجتث أحياناً بعض الأفكار التي لا يصلح بها عقل تغييري. ويحتوي الكتيب على 20 مقالاً تعتني بالعقل وأنماط التفكير، وقد صيغت بأسلوب سهل وشيق، وبلغة خفيفة عميقة، وتمت معالجة الأفكار عبر مواقف حياتية، حتى لا تنتهي علاقة القارئ بالأفكار بانتهاء القراءة، لأنه سيتذكر هذه المواقف كلما تعرض لموقف مشابه، ومن ثم سيستدعي الفكرة المرتبطة بالموقف بسهولة.

يسلط هذا الكتاب الضوء على زوايا دقيقة من نمط التفكير الحي الذي ينقل المجتمعات نقلات نوعية.

وهو عبارة عن مجموعة مقالات بسيطة صيغت بإسلوب جميل وشائق، تحتوي على أفكار مرتبطة بواقعنا مع بعض المواقف والتصورات التي تعكس تعاملنا معها، عندها ستدرك مدى تفاوت عقولنا في التفكير وبقدر حاجاتنا المستقبلية يكون التغيير

و هذا مقتطف من مقال في الكتاب و عناوينه بأخذ بكرة عن الكتاب و أسلوبه الشيق.

زلزال العقول قادم لا محالة:

تحتاج التحولات الحضارية إلى زلازل تعيد تشكيل وجه الإنسانية، لترسم عليه أرقى الألوان وأبهجها، وتمنحه بسمات الأمل والإصرار. وكما تمتلك الدول التي تعاني من زلازل متكررة كاليابان مراصد للتنبؤ بحدوث الزلزال؛ لتحذر الناس أنّ الزلزال قادم لا محالة، فإنّ علماء الاجتماع يتنبئون بأنّ زلزال العقول حتمي الحدوث، وأنه قادم لا محالة. حينما تزداد الضغوط على الأمم وتتعاظم التحديات المفروضة عليها، وتعجز منظوماتها الفكرية عن إبداع تصور للحل؛ حينها تتصدع الأفكار السائدة وتنهار.

تأتي الزلازل الفكرية لتعيد تشكيل العقل من جديد، فيتغير تعريف الممكن والمستحيل، وتُراجع المُسَلَّمات وأنماط التفكير السابقة التي تولدت في ظلها تلك التحديات. هذه الزلازل هي التي تجدد حيوية العقل، وتعيد فرز الأفكار وتبدع المخرج من الأوضاع التي تبدو قاهرة. ولا بد للعقل من زلزال بين الحين والآخَر، لأن استقرار الأفكار فيه فترة طويلة لا يدل بالضرورة على النضج؛ بل قد يعني الجمود على ما أَلِفَهُ؛ لذلك يجب أن يرتجّ بين الحين والآخَر رجات قوية يعيد من خلالها فرز أفكاره ومراجعة مُسَلَّماته.

2- أستطيع أن أرى عقلك من الداخل من خلال سلوكك

كثيرًا ما بذلت جهدًا في استدعاء معلومة أعرفها وسمعتها من قبل، لكن عقلي لا يسعفني، وكم من مرّة وجدتني عاجزًا عن التعبير عن شيء أعرفه، وكم من قرار أعياني إطلاق سراحه من حيز الفكر إلى الواقع وشعرت بألم من التفكير. يبدو أنّ العقل مليء بالملفات التي تحتاج إلى حافظات تجمعها، ليسهل استدعاء المعلومة، ويسهل حفظ المعلومات الواردة من الخارج في أماكنها الصحيحة، ومن ثَم استخدامها. والإنسان يحتاج أن ينظم خارطته المعرفية، هذه الخارطة التي ينتج عنها في النهاية السلوك البشري. كلنا نتصرف وِفْقَ مدخلات معينة تدخل عقولنا، تصف لنا الواقع والذات والآخَر، فإذا كانت المدخلات خاطئة؛ سينشأ سلوك خاطئ، وإذا كانت المدخلات صحيحة وغير مُرتّبة؛ تضطرب الخارطة المعرفية وتتشابك المعلومات ويُساء تفسيرها، ونشهد هذا الاضطراب في السلوك في واقعنا، ويتجلّى بوضوح هذا التشويش في خلل في الفعل السياسي والاجتماعي.

3- اركب.. وبعدين نشوف
4- إذا حددنا الثلاث خشبات؛ يوشك أن تهتز الشِبَاك
5- استراتيجية الاقتحام
6- تشيخ الأمم عندما تُصاب بشيخوخة الفعل
7- بلطجية الفكر
8- الفيلم مش حقيقي
9- نجاح الأمس هو فشل اليوم
10- إخفاقاتنا ليست نتاج دهاء أعدائنا
11- أيها النقاد.. أعيروني أعينكم
12- صراع الأحلام
13- ثَمّة خيارات أخرى
14- إعادة تعريف الفعل

خلاصة القول في تلك المقالات، أن رقي المجتمعات وتقدم الأمم ونهضة الإنسان ناتج عن ثورة ايجابية في عقول البشر وتصدي لأنماط التفكير السلبي، وعلى هذا تجد المستقبل الواعد يتطلب منا التغيير وليس المقاومة.

فتلك المقالات تعبر عن مهارة كاتبها فقد أتى بجديد في الفكرة والأسلوب ولكن عنوان الكتاب فيه شيء من الغموض فهو لا يعكس ما في مقالاته من مضمون حتى تقرأ المقدمة.