الهيئة الأوروبية للمراكز الإسلامية

صفة إستشارية لدى الأمم المتحدة
إطلاق تجريبي
2020-08-26

الافتتاحية

بسم الله الرّحمن الرّحيم. في مطلع العام الهجري الجديد (1442هـ) نزفّ إلى إخواننا المسلمين في أوروبا خصوصًا وفي العالم عمومًا، الميلاد الرسمي لمجلة “لتعارفوا”، ونقدّم العدد الأوّل من مجلتنا الصّادرة عن الهيئة الأوربية للمراكز الإسلامية في جنيف، بغية نشر التربية الصحيحة والثقافة السليمة والوعي الجاد بين المسلمين في أوروبا، وتناول قِـيَّمنا الحضارية كالتسامح والتعايش السلمي وقبول الآخر ومحبّة الخير للإنسانية، إلى جانب التصدي للحملات المغرضة لتشويه صورة الإسلام والمسلمين؛ مساهمة وإثراءً للساحة الإعلامية الإسلامية في نشر الفكر الوسطي المعتدل؛ وتعريف غير المسلمين بديننا الحنيف.

مع إطلالة العام الهجري الجديد (1442هـ)، يصدر العدد الأوّل لمجلتنا المباركة، فإنّه لا بدّ وأن نشير إلى الجهد الكبير الّذي يبذله فريق التحرير، وما يقدّمونه من جدية وعطاء، بالسّهر على إخراجها في أبهى حُلّة وأغنى مادة، لتظلّ نبراسًا يضيء الطريق، والشّكر موصول لكلّ مَن ساعد وساهم بالنّصح والتّوجيه، وكذلك نشكر أصحاب التّهاني والتبريكات بهذا المشروع الفتِيُ، ونبادلهم نفس المشاعر، دون أن ننسى التّفاعل القويّ لوسائل الإعلام المكتوبة والالكترونية، في مختلف البلدان، والّتي ثمّنت هذا المولود الجديد من خلال التعريف بالمجلة، وبعرض موجز لمحتويات العدد التجريبي.

وإنّ من بشائر التّوفيق أن يقترن صدور هذا العدد من مجلتنا “لتعارفوا” بمناسبة خالدة في القلوب و الأذهان -ذكرى هجرة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم- الّتي ننهل منها دروس حسن الظن بالله تعالى، واليقين بنصره واستحضار معيته، ودروس البذل والعطاء والتضحية، ودروس الاستشراف والتخطيط والأخذ بالأسباب، وهي الذِّكرى الّتي تُعتبر موعداً لارتقاء متجدّد للأمّة.

ونأمل في المستقبل القريب -إن شاء الله- أن ترتقي مجلة “لتعارفوا” لتكون لسان حال الجالية المسلمة في الغرب في خدمة قضاياهم تعريفًا وإعلامًا ومناصرة، من خلال دعم أفراد الجالية المسلمة للهيئة والمجلة من جهة، ومن جهة أخرى قوّة طرحها لمختلف المواضيع بكلّ صدق ومصداقية وموضوعية، خاصة في مجال الحوارات وتقريب الشخصيات من القرّاء، بالتّواصل مع علماء ودعاة ومفكرين وفاعلين وزعماء، بتسخير شبكة علاقات الهيئة، وهو المجال الّذي تراهن عليه المجلة وتسعى للتميّز فيه، تكاملًا مع شقيقاتها من مجلات أخرى لها صداها منذ سنين عديدة؛ ونسعى بكلّ طاقتنا وإمكاناتنا لتكون مجلتنا الأكثر انتشارًا بين الجالية والمراكز الإسلامية بأوربا وغيرها، ومرجعًا موثوقًا غربًا وشرقًا.

ومع استمرار وباء جائحة كورونا “كوفيد-19″،وعودته من جديد في بعض الدول، نسأل الله أن يذهب عنّا هذا الفيروس عمّا قريب إن شاء الله، من خلال التعاون والتنسيق الدولي، والالتزام الجاد بالإجراءات الوقائية الاحترازية. وندعو الله تعالى أن يرفع البلاء ويدفع الوباء عن سائر بلاد العالمين.

ولعلّ أكبر حدث عايشناه ونحن نعالج هذا العدد حادثة أو كارثة انفجار مرفأ بيروت، الّذي جعل العالم كلّه يتعاطف مع لبنان الجريح، ونحن بدورنا في “الهيئة الأوروبية للمراكز الإسلامية” نعلن عن تضامننا مع الشعب اللبناني الشقيق في مواجهة آثار فاجعة حادثة الانفجار؛ حيث أصدرنا في يوم: 04/08/2020م بيانًا، تجدون نصّه كاملًا في هذا العدد.

نرجو من الله الكريم أن يجعل مجلة “لتعارفوا” لسان صدق، ودعوة حقّ، تساهم في تصحيح المفاهيم المغلوطة، وتنشر الحبّ والوئام والسّلام بين بني البشر..

والله وليّ التّوفيق