الهيئة الأوروبية للمراكز الإسلامية

صفة إستشارية لدى الأمم المتحدة
إطلاق تجريبي
2023-01-23

        بقلم - ريان لبصاري 

 

يخيم على أذهاننا أحيانا رشفة من التوقع والقليل من الحزن المستقبلي، والكثير من الظنون والحلول التي لن تكون، وتأتي الساعات والدقائق على أرق ونحيا عليه بتعب! ويتشكل الخوف من المستقبل الشبح الأسود لعقولنا في كل وقت وحين. 

 

حالُ الكثيرين في وقتنا حتى البعض منا لا يعِيش وقته الحاضر ولا يعيش ما يتوقعه في المستقبل، ولا يتعرض لما يتنبأه عن الغد ولا تكون الحلول المرجوة بعد الغد، و يبقَـى ما جاء به بينه وبين عقله هباءا منثورا.

 

فتتحسّر أرواحنا على ما فات ومضى بدون فائدة ولا نتيجة، وإنما تخيّلات وتصورات داخلية لا غير، والخوف من المجهول (المستقبل) صُنّف إرهاب نفسي اجتماعي شائع بين طيّات المجتمع المعاصر يصيب الإنسان حسب العلم الحديث، وما يقال عن دوائه كله فاشل لأنّ إقناع العقل الباطن يستوجب اليقين التّام، ولا يقين وتسليم وتصديق إلا في ما قال الله عز وجل"  يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ" الآية (5) سورة السجدة .

 

فلمَ الخوف و القلق و ربُ الأرباب الذي يقول كن فيكون يرعى التدبير من فوق سبع سمـٰوات!! .

 

الرزق بيده وما هو لك بيده " وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ" الآية (22) سورة الذاريات، فما يوجد ما يثيرُ القلق و ربُّ العبادِ موجود، و لا رحيل إلا إذا أخذتَ ما كُتبَ لك، ولا يأتيك ما لم يُكتب لك و لو اجتمعت الدنيا وأركانها .

 

فعش حاضرك ولا تقلق من بعده، فالتدبير بيده وحده والحكم بيده وحده ، والرزق من عنده وحده والفرج من عنده وحده  فلا تقلق.. يأتِ بها الله عز وجل.