الهيئة الأوروبية للمراكز الإسلامية

صفة إستشارية لدى الأمم المتحدة
إطلاق تجريبي
2021-08-09

قراءة في كتاب: شهادة على الطريق الصعب: كتاب يؤرخ لمسيرة الأخوة

أصدر  مُؤخَّراً عن دار الحكماء للنشر، الأمين العام للجنة العليا للأخوة الإنسانية، القاضى محمد عبد السلام كتابه "الإمام والبابا والطريق الصعب"، والذي يعتبر شهادة على وثيقة الأخوة الإنسانية، وفي الوقت نفسه هو كتابُ تأريخٍ لكثير من الأحداث قبل توقيع الوثيقة.

الكتاب مرتب ترتيبًا علميًّا وتاريخيًّا

وأشاد  د. محمد حسين المحرصاوى رئيس جامعة الأزهر في مقال نشره تلخيصا للكتاب، بفحوى هذه الجوهرة النادرة التي تزينت بها رفوف المكتبات، معتبرا أنه شهادة على وثيقة الأخوة الإنسانية، وفي الوقت نفسه هو كتابُ تأريخٍ لكثير من الأحداث قبل توقيع الوثيقة، وقد جاء كتابه مرتبًا ترتيبًا علميًّا وتاريخيًّا، حتى إنه ليعد وثيقة عصرية للعلاقة بين الأزهر والفاتيكان، بل بين الإسلام والمسيحية. فنقل الأحداث بأمانة، وصوَّر الوقائع بصدق، بالإضافة إلى أنه تناول القضايا الفكرية المهمة التى يحتاج القارئ إلى معرفتها بشكل رائع يجمع بين الدقة العلمية وسلاسة الأسلوب.

وامتاز الكتاب بلغته العربية الفصحى، مع الأسلوب الأدبي الرصين، بالإضافة إلى السلاسة في العرض، وسرد الأحداث بترابط، مع توثيق ما استطاع بالمصادر المعتمدة والوثائق والصور.

والجميل فى الكتاب- يضيف الدكتور- أنه أعطى كل ذي حقٍّ حقَّه، فلم ينس جهد الأب يوأنس لحظى، المترجم والسكرتير الشخصي السابق للبابا، ومعالي الأستاذ محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة بأبو ظبى، والدكتور سلطان فيصل الرميثى، الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، والأستاذ ياسر حارب الكاتب والإعلامى الإماراتى وغيرهم كثيرون ممن ساهم فى نجاح هذا «الطريق الصعب».

ولم ينس جهد جمعية سانت إيجيديو، ووزارات الخارجية المختلفة وتحديدًا مصر والإمارات، والسفراء، وهيئة كبار العلماء بالأزهر، ومجلس حكماء المسلمين، والمغفور له الدكتور محمود حمدى زقزوق، بل لم ينس فريقه من الشباب الذين يحلو له أن يلقبهم بـ «فريق المهمات الصعبة»، وهذا إن دل فإنما يدل على فطرة سليمة ونفس واثقة فى رد الفضل إلى أهله.

وزاد  د. محمد حسين المحرصاوي على ذلك  بالقول :" رغم أننى تشرفت بحضور مأدبة الغذاء في بيت البابا التي طرح خلالها أخي المستشار محمد عبد السلام  فكرة الوثيقة، وشاهدت بنفسي اهتمام فضيلة الإمام وقداسة البابا بالمبادرة وعزمهما على تنفيذها، وبالطبع أنا أعرف أخلاق الإمام الأكبر وحكمته ومواقفه الإنسانية المتفردة عن قرب بحكم معايشتى عن قرب، إلا أن هذا الكتاب المهم جعلنى أعرف ما لم أكن أعرفه عن شخصية البابا فرنسيس وإنسانيته وتسامحه، وأنه ـ كما يلقبه الإمام الأكبرـ رجل سلام بامتياز، وعن الدور العظيم الذى قام وما زال يقوم به صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، ولى عهد أبوظبى، وكما لقبه الكاتب راعى الأخوة الإنسانية، في دعم هذا المشروع وخدمة الإنسانية بكل صدق وإخلاص ودون أية حسابات.

الكتاب كنز علمي ثمين

و يرى  د. محمد حسين المحرصاوي أن  هذا الكتاب كنزًا علميًّا ثمينًا، أين دعا  جميع   الطلاب والباحثين في تخصصات الدراسات الإنسانية إلى الاستفادة منه، خاصة أن هذا المجال البحثى لا يزال يحتاج منا – كما قال- إلى المزيد من الجهود العلمية الصادقة بما يعود بالخير والنفع على الإنسانية كلها.

من أجابة أثنى أحمد الصاوى، عن فحوى هذا الكتاب الجوهرة،  حيث اعتبره   كتاب وثيقة، تقرأ فيه ملامح من سيرة شاب مصرىٍّ أثار الجدل كثيراً بفعل اقترابه من القامتين الكبيرتين، وإن ظهر بين الصفحات الكثيرُ من المُبرِّرات المنطقية لنيل تلك الثقة وهذه المكانة، التى تجاوزت علاقات العمل إلى ما يُشبه التبنِّى العائلى، وهي ملامح شاب ككثيرٍ من الشباب المجتهد فى بلادنا، انطلق من القرية إلى أهم حواضر العالم، قاطعاً طريقاً صعباً تسلَّح فيه بالعِلم والإخلاص، حتى وضعته الأقدار فى مكانٍ يستطيع منه أن يُؤرِّخ لملفٍ غاية فى الأهمية، فى قصة حوار الأديان، وكيف تحوَّلت على يد الإمام الطيب من خطاباتٍ وإنشاءاتٍ كلاميةٍ، إلى واقعٍ يتطوَّر ويفرض نفسه بمفاهيمه المُستمدَّة من جوهر الأديان، ما يجعلها تُزيح أمامها مفاهيم التطرُّف والعنصرية ورفض الآخر وازدرائه والتخْويف منه.

ويسترسل أحمد  الصاوي في مدح فحوى الكتاب وصاحبه، إذ يقول أن الكتاب يأخذك فى رحلةٍ مُمتعةٍ من قريةٍ فى عُمق الدلتا، حتى مكتب شيخ الأزهر ومنزله، وصولاً إلى مائدة العشاء فى منزل بابا الفاتيكان، مروراً بقصور الحُكَّام والأمراء، ومعسكرات اللاجئين وضحايا الحروب والنزاعات والكراهية، ومنتديات المؤتمرات العلمية، وكواليس صناعة القرار داخل المؤسسة الأزهرية العريقة، ولا يتناسى في جهدٍ بحثىٍّ مميَّزٍ توثيق تطوُّر العلاقات بين الشرق والغرب عبر رؤية تتبع محطات الحوار والتبادل الثقافي والمعرفي ذات الأثر.

أيضاً يُعطيك صورةً من قريبٍ عن الإمام الطيب؛ كيف يعيش حياته البسيطة، وينذر الجزء الأكبر منها للناس ومشاكلهم، وينشغل بقضايا السلام والتعايش، في مجتمعه وفي العالم، وكيف يتخذ الخطوات في طريق البناء على أفكاره وتحويلها إلى واقعٍ، ومدى حرصه على الحوار الداخلي مع كبار العلماء وكبار معاونيه حتى يخرج بالموقف والقرار الذي يُعبِّر عن وجه أزهرنا الحقيقى، ويُعطيك انطباعاً كاملاً عن مستوى النقاشات الداخلية في حضرة الإمام الأكبر، وكيف يتواضع للعلماء وينصت لهم، كما يستمع لكل صاحب رأىٍ يستشعر صِدقه في خدمة الأزهر، ولا يجد في نفسه حرجاً من أن يتبنَّى رأياً لأصغر الموجودين في حضرته، إن وَجد فيه ما يُفيد.