الهيئة الأوروبية للمراكز الإسلامية

صفة إستشارية لدى الأمم المتحدة
إطلاق تجريبي
2021-04-13

إخراج القيمة في فدية الإفطار في رمضان

      الاستفسار:

أثناء مرض زوجتي لم تصم فيه، أخرجتْ مبلغا ماليا، وقال لي بعضهم: لا بد لكفارة الصيام من الإطعام أو الكسوة، فهل في كفارة الصيام يلزم الإطعام أو الكسوة أم يكفي التصدق بالمال؟

الرد:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه، وبعد:

       الأصل في كفارة الصيام الإطعام، وليس فيها كسوة، فالكسوة في كفارة اليمين، إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم، كما في آية المائدة: {لا يُؤاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللّغْوِ فِي أيْمانِكُمْ ولكِنْ يُؤاخِذُكُمْ بِما عقّدْتُمُ الْأيْمان فكفّارتُهُ إِطْعامُ عشرةِ مساكِين مِنْ أوْسطِ ما تُطْعِمُون أهْلِيكُمْ أوْ كِسْوتُهُمْ أوْ تحْرِيرُ رقبةٍ فمنْ لمْ يجِدْ فصِيامُ ثلاثةِ أيّامٍ ذلِك كفّارةُ أيْمانِكُمْ إِذا حلفْتُمْ} (المائدة:89)، أما فداء رمضان فإطعام مسكين عن كل يوم، كما جاء في آية الصيام: {وعلى الّذِين يُطِيقُونهُ فِدْيةٌ طعامُ مِسْكِينٍ} (البقرة:184). 

         والمذهب الحنفي يجيز إعطاء القيمة في الزكاة والفدية والكفارات، ونحن نأخذ به بجواز إعطاء القيمة؛ تيسيرًا على الناس؛ ولأنه أفضل للفقير،وقد لا يريد الطعام.

        قال الفقهاء: يعطي الفقير صاعًا من القمح، أو صاعًا من الشعير، وقد يكون الفقير غير محتاج إلى القمح أو الشعير، فالقيمة الآن هي التي نفتي بها، ونرى أنها هي التي تؤدي مقصود الشرع في هذه الناحية، يأخذها الفقير فيأتي بها بالطعام الذي يريده، أو الشيء الذي يحتاجه.

          ولكن دفع قيمة صاع من القمح أو الشعير الجاف، ليست قيمة ما يطعم الإنسان ويشبعه، والذي أراه أن يعطي قيمة وجبة طعام {مِنْ أوْسطِ ما تُطْعِمُون أهْلِيكُمْ} (المائدة:89) أي: طعام يكون من خبز و شيء من لحم وخضار مطهي وشيء من الأرز، فهذا هو الغذاء المتوسط للإنسان، وأحسب أنه الإطعام الذي يشير إليه القرآن، فإما أن يصنع لهم طعام من هذا النوع، أو يعطيهم قيمته، والله أعلم.