الهيئة الأوروبية للمراكز الإسلامية

صفة إستشارية لدى الأمم المتحدة
إطلاق تجريبي
2023-11-06

مقال بالمناسبة

بقلم - الأستاذ إسماعيل دباح

 

العلم من دار أجل السلام والتنمية

     مكانة العلم في الاسلام و قيمته مما أصبح معلوما عند الناسجميعا، بما فيهم المنصفون من حضارات وديانات اخرى، فمجموع النصوص الدينية من القرآن الكريم و الحديث الشريفجعلت هذه الحقيقة من القطعيات، قال تعالى:(ن وَالْقَلَمِ وَمَايَسْطُرُونَ)، سورة القلم/1،وقال أيضا:(اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِيخَلَقَ خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ)، سورةالعلق:1-3، وفي حديثه صلى الله عليه وسلم: (من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سهل الله له طريقاً إلى الجنة ) رواه البخاري.

      بل العلم مُقدم على العمل ويسبقه، قال تعالى: ( فاعلم أنه لاإله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات)، سورة محمد/19، لهذا مكانة العلماء و منزلتهم أعلى من غيرهم في الدنيا اكرامالعلمهم و دورهم و رسالتهم في المجتمعات، قال تعالى:(يرفع اللهالذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات)، سورة المجادلة/11، فطلب الله تعالى  من المؤمنين المزيد من العلم، قال تعالى: (وقل ربزدني علماً)، سورة طه/114، بما ينفع الناس في دنياهم و اخراهمباِعمار الدنيا وصناعة الحضارة وفق القيم و الاخلاق التي حثعليها الاسلام واقرها عقلاء البشر، و هي مقررة في الرسالاتالسماوية.

      وقد شهد العالم كثير من حالات  استغلال و توظيف العلمفيما يضر الناس في معاشهم و صحتهم وأخلاقهم، لهذا جعلتالأمم المتحدة يوما عالميا للعلوم من أجل السلام والتنمية وهو  10 تشرين الثاني/نوفمبر من كل عام، حيث (يسلط هذا اليوم الضوءعلى الدور المهم للعلم في المجتمع والحاجة إلى إشراك الجمهورعلى نطاق أوسع في المناقشات المتعلقة بالقضايا العلمية الناشئة، كما أنه يؤكد كذلك أهمية العلم وملاءمته في معايشنا اليومية).

      والغرض و المقصد  من هذه المناسبة  هو ربط العلم بقضاياالمجتمع (في توسيع المدارك، في ما يتصل بالأرض التي نعيشعليها وهشاشتها، كذلك مما يدفع إلى العمل لجعل مجتمعاتناأكثر استدامة… وهي الفرصة لحشد كافة الجهات الفاعلة حولموضوع العلم من أجل السلام والتنمية — ابتداء بالمسؤولينالحكوميين ومرورا بوسائل الإعلام وانتهاء بتلاميذ المدارس).

      ويتم الاحتفال، عادة، باليوم العالمي للعلوم من أجل السلاموالتنمية في جميع أنحاء العالم برعاية الوزارات و المؤسساتالاممية و المحلية،حيث يشارك في الإحتفالية عديد من الشركاء، مثل المنظمات الحكومية والحكومية الدولية وغير الحكومية، واللجانالوطنية لليونسكو، والمؤسسات العلمية والبحثية، والجمعياتالمهنية، ووسائل الإعلام، ومدارس العلوم ومعلميها .

       فالمناسبة هي لتعميق حقيقة تسخير العلوم لأغراض التنميةالمستدامة، وتحقيق التقدم في مجالات الطب والصناعة والزراعةوالموارد المائية وتخطيط الطاقة والبيئة والاتصالات والثقافة، وتعزيزالتنمية المستدامة وتحسين مستويات المعيشة، ومن الضروريالالتزام بالعلم وبما يعود بالنفع على المجتمع، و هي أحدى النتائجالإيجابية للمؤتمر العالمي للعلوم الذي عُقد في عام 1999 فيبودابست، وقد اعتُبر ذلك المؤتمر فرصة لإعادة توكيد الالتزامبتحقيق الأهداف المعلنة في إعلان العلوم واستخدام المعارفالعلمية.

      وقد جاء في بعض وثائق الأمم المتحدة أهداف المناسبة والاحتفالية و هي:

✔ تعزيز الوعي العام بدور العلم في بناء المجتمعات التي تنعمبالسلم والاستدامة.

✔ تعزيز التضامنين الوطني والدولي للعلوم المشتركة بينالبلدان.

✔ تجديد الالتزامين الوطني والدولي باستخدام العلم لما يعودبالنفع على المجتمعات.

✔ لفت الانتباه إلى التحديات التي يواجهها العلم في حشدالدعم للمسعى العلمي.

وهناك عدة مناسبات لها صلة بتحقيق هذه الاهداف منها:

✔ اليوم الدولي للمرأة والفتاة في ميدان العلوم .

✔ اليوم الدولي للرياضة من أجل التنمية والسلام .

✔ اليوم الدولي للرحلة البشرية إلى الفضاء .

✔ السنة الدولية لعلم الفلك (2009).

✔ السنة الدولية للكيمياء (2011).

✔ السنة الدولية للضوء وتكنولوجيات الضوء  (2015).

✔ السنة الدولية للاقتصاد الإبداعي (2021).

✔ السنة الدولية للعلوم الأساسية من أجل التنمية المستدامة(2022).

✔ عقد الأمم المتحدة لعلوم المحيطات من أجل التنميةالمستدامة (2021 - 2030).

وتوجد كثير من التقارير و الدراسات التي تفيد و يمكن استثمارهامعرفيا في هذا الاتجاه منها:

1) تقرير اليونسكو للعلوم:

     من أهم التقارير و الوسائل المتاحة للبلدان من أجل رصدالتقدم في" سياسات العلوم والتكنولوجيا والابتكار وحوكمتها، وصدر أحدث تقرير في يونيه 2021، ووثَّق التحول المجتمعيالسريع الجاري، وهو ما يتيح فرصًا جديدة للتجارب الاجتماعيةوالاقتصادية، ولكنه يهدد كذلك بتفاقم التفاوتات الاجتماعية، ما لمتوضع ضمانات محددة.."

2) دراسة التكنولوجيا الرائدة للتنمية:

     تناولت الدراسة "الحالة الاقتصادية والاجتماعية في العالم، وأوجه التقدم في التكنولوجيات الرائدة وتكنولوجيا الروبوت، وتكنولوجيات الطاقة المتجددة، والمركبات الكهربائية، والتكنولوجيات الأحيائية، والذكاء الاصطناعي، وتحلل آثارهاالاقتصادية والاجتماعية والبيئية، وتوفر هذه التكنولوجياتإمكانات هائلة لخطة التنمية المستدامة لعام 2030، إذ تعزز النمووالازدهار والاستدامة البيئية، وتحمل معها أيضا مخاطر كبيرةفيما يتعلق بالبطالة والعمالة الناقصة وارتفاع نسب التفاوتات فيالدخل والثروة، وتثير شواغل قيمية وأخلاقية جديدة."

      للعلم فإن حصة الإنفاق البحثي المحلي المخصص للعلومالأساسية تختلف اختلافًا كبيرًا من بلد إلى آخر، فوفقًا لبياناتمن تقرير يونسكو للعلوم لعام 2021، فمن مجمل الـ86 دولةالمشمولة بالتقرير، يخصص بعضها أقل من 10٪ من نفقاتهاالبحثية للعلوم الأساسية، في حين يخصص بعضها الآخر أكثرمن 30٪.