الهيئة الأوروبية للمراكز الإسلامية

صفة إستشارية لدى الأمم المتحدة
إطلاق تجريبي
2023-11-06

الحماية المدنية وإنقاذ المنكوبين  

 

بقلم الدكتور ميسوري عباس

الحماية المدنية والدفاع المدني، اختلاف التسمية باختلافالبلدان، هي هيئة نظامية تسهر على التدخل في حالة وقوعكوارث طبيعية أو مفتعلة، والحرائق والزلازل والبراكينوالفيضانات وغيرها.

إضافة إلى نبل المهمة التي هي على عاتق رجال الإنقاذ، حري بنا التذكير بالمجهودات و مجابهة الصعاب علما أنهؤلاء الأعضاء يعرضون حياتهم للخطر في سبيل إنقاذالآخرين.

وقد أشاد الإسلام على قيمة إنسانية نبيلة، وهي الإحسانفي أوقات الشدائد والمحن، وأن يكون ذلك ممتدا لجميعالناس بغض النظر عن دياناتهم وأعراقهم، عوناً للمحتاج، ليشملهم جميعا واجب التضامن وروح التعاون،  فحياةنفس واحدة منها كحياة البشر جميعا، وخسارتهاكخسارتهم جميعا، كما قال تعالى:" وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَاأَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا". سورة المائدة (32).

وتزداد الحاجة إلى التعاطف الإنساني في أوقات الأزماتوالشدائد، فيتجدد الشعور بالانتماء إلى الأسرة الإنسانية، وتتوارى النزعات والأنانية، و يوضع الحقد والغل على جنب، وتتكاثف القدرات والكفاءات لتَعمل بروح العمل الجماعيفي معالجة هذه الكوارث، سعيا منها لانتشال الإنسانية منآلامها وجراحاتها، والعودة بها إلى أمنها واستقرارها.

فريق الإنقاذ أو فريق الحماية المدنية من أهم أجهزة الدولة، حيث يوكل إليها القيام بالعديد من المهام الأساسيةوالخطيرة، لمواجهة كل ما يعيق سلامة وأمن المواطنين، ويساعد في الحفاظ على الممتلكات الخاصة والعامة ومد يدالعون لكل من يتعرض لكارثة.

و أثناء ممارستهم لمهامهم النبيلة تعترض طريقهم مخاطرعديدة قد تودي بحياتهم، يمكن أن تكون هذه المخاطرمخاطر جسدية مثل السقوط أو التعثر في حالة الزلازلمثلا، أو أسوأ من ذلك كالإصابة بأشياء أو قطع قد تهويعليهم، و الغرق في حالة انتشال الغرقى في حالاتالتسونامي والأعاصير ، و إصابات الحروق والتعامل معمعدات مكافحة الحرائق ذات الضغط العالي في حالاتالحرائق.

بالإضافة إلى الأمراض بما في ذلك الجهاز التنفسيوالسرطان والقلب والأوعية الدموية والرئة المزمنة والأمراضالعصبية، كذلك التعرض للمواد الكيميائية السامةوالمسرطنة والغازات السامة والأبخرة والغبار والمخاطرالإشعاعية والبيولوجية ، و آلام عضلية  كالشد العضلي والكسور وآلام أسفل الظهر وهشاشة العظام.

ناهيك عن الأمراض النفسية والأمراض العصبية نتيجة مايصادفهم من مشاهد مروعة كالجثث و حالات تحلل وتعفنوحروق و جروح و بتر لبعض الأطراف، إضافة إلىاضطرابات سلوكية بسبب العمل لساعات طويلة مما يؤديإلى إجهاد عقلي وعضلي.

و لهذا اعتمدت الجمعية العامة التاسعة للمنظمة الدوليةللحماية المدنية قرار تحديد الأول من شهر آذار-مارس منكل عام للاحتفال باليوم العالمي للحماية المدنية (للدفاعالمدني) و هذا إشادة بالدور الكبير والجهود الجبارة التيتقوم بها فرق الدفاع المدني حفاظا على أرواح المواطنين، والتنويه بأهمية الرسالة التي تقدمها " رسالة سلام".

و بالمقابل حفاظا على أرواح هذه الفرق يجب رسم خرائطلكل المخاطر والمخاطر المهنية تحديداً، التي يتم مواجهتهاأثناء عمليات الإنقاذ، وذلك بناءً على القيادة والحوادثالسابقة والتحقيقات، حيث يجب نشر التوصيات المتعلقةبخطط العمل الوقائي ، و تقديم الدعم اللازم لهذه الأجهزة، وتزويدها بالعناصر البشرية الكفؤة والمؤهلة، وتوفيرالإمكانيات الضرورية، وتأمين الوسائل والتقنيات الحديثة، من أجل التحسين المستمر.

و في الأخير، نتقدم بجزيل الشكر لفرق الدفاع المدنيتقديرا لتضحياتهم الجسيمة و أعمالهم النبيلة لحمايةالأرواح والممتلكات، أعانهم الله في مهامهم.