الهيئة الأوروبية للمراكز الإسلامية

صفة إستشارية لدى الأمم المتحدة
إطلاق تجريبي
2023-04-21

 

صلاح الدين سمارو رئيس جمعية المعاقين بفلسطين في حوار مع مجلة "لتعارفوا 

 

الذين يقتلون صناع السلام لا يريدون سلام عادل يكفل مستقبل مشرق

 

نرفع شعار "كفى حروب نعم للحب والسلام " لكن الاحتلال يدمر أحلام أجيالنا 

 

 

أجري الحوار - الشيخ مهاجري زيان

 

أكد صلاح الدين محمد فتح الله سمارو، رئيس جمعية المعاقين بفلسطين، أن القضية الفلسطينية قضية عادلة، وأن الجرحي والمصابين من أبناء الشعب الفلسطيني كانوا في الصفوف الأولي في الدفاع عن الحقوق، مشيرا إلي أن فكرة تأسيس الاتحاد العام لذوى الإعاقة بفلسطين كانت منذ 33 سنة بهدم دعم ضحايا الحروب .

 

وقال في حواره مع "مجلة لتعارفوا" أنه يرفع شعار لا للجروب نعم للسلام، وناشد العالم بمراعاة حقوق وآلام ذوي الإعاقة ومرضى السرطان والأمراض المستعصية في داخل سجون الاحتلال، واطلاق سراحهم لأن رسالة هؤلاء الضحايا أطلقوا سراحنا نحن أسرى حرب .. كيف يكون سلام شامل وعادل بدون الإفراج عن كل الاسرى ليكون بين أحضان عائلاتهم .

 

سعداء باستقبالكم في حوارنا هذا، نريد أن يطلع القارئ عن نبذة مختصرة عنكم؟

 

صلاح الدين محمد فتح الله سمار، العمر 55 عاما، متزوج، أب لعشرة أولا، الدراسة: ميكانيكا الكم، حاصل على شهادة الدكتوراه الفخرية في بناء القدرات والتنمية العقلية، صاحب فكرة تأسيس- منذ 33 عاما - الاتحاد العام لذوي الإعاقة فلسطين (علاقات عامة) وعضو الأمانة العامة للاتحاد، عضو المنظمة العربية الإعاقة بجامعة الدول العربية، خبير ومحاضر في بناء القدرات والتنمية الفكرية والاعتماد على الذات بحقوق ذوي الإعاقة، مسؤول ملف الإعاقات، مؤسس ورئيس الاتحاد العالمي لرصد قضايا حقوق ذوي الإعاقة بالعالم، جريح متضرر من الحروب التي يفتعلها الاحتلال الإسرائيلي.

 

كل ذكر لفلسطين، هو استحضار لتاريخ أمة، هل هذا الشعور جرعة أمل؟ نبني عليها أحلامنا ؟

 

فلسطين هي حاضرة في قلوب الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم التي ترفض العبودية، أما بخصوص السؤال عن الأمل، الأمل موجود بالله، وهناك إيمان مطلق بالله سبحانه وتعالى، ثم بعدالة قضيتنا الحرة ونحن أصحاب حق و الإحتلال المستعمر على باطل .

 

 تشرفون على رئاسة جمعية المعاقين في دولة فلسطين، حدثنا عن الجمعية، ظروف التأسيس، الهيكلة ،المهام، الأجندة، المشاريع؟

 

نعم أنا وزملائي من يقود الاتحاد بالتناوب من أجل كرامة ذوي الإعاقة،  أنا صاحب الفكرة للاتحاد والعديد من المنظمات التي تخدم حقوق ذوي الإعاقة و الوطن العربي، قبل 33 عاما أعاقني الاحتلال جراء التعذيب داخل السجون، منذ طفولتي وأنا عضو ناشط في اتحاد نقابات العمل، وعند أصابتي قررت أن أسس اتحاد المعاقين على غرار اتحاد نقابات العمال بفلسطين، بخصوص الهيكلية فنحن إتحاد أفراد هناك 17 فرعا في كل فلسطين الموحدة، نحن في أولويات أجندة السياسات الوطنية بدولة فلسطين .

 

جمعيتكم ذات طابع انساني خيري، تحتاج حتما الى تمويل، و هو التحدي الأول لكم، كيف تتعاملون مع هذه المسألة؟ والكل يعلم ظروف فلسطين؟

 

الاتحاد هو اتحاد أفراد ذات طابع إنساني حقوقي ونقابي من أجل الحفاظ كرامة ذوي الإعاقة، ويعمل على الضغط على كل المؤسسات لتسهيل خدمة ذوي الإعاقة، أما ما تم إنجازه على صعيد الحقوق: تم تحرير  40.000 تأمين صحي الدفع صفر، تم تحرير أكثر من إعفاء جمركي لذوي الإعاقة وجريح الحرب، التعليم المتاح لنا على جميع المراحل، مواءمة المباني ومؤسسات الدولة للوصول للخدمة، البناء على 200 متر مربع بدون رسم المخطط من وزارة الحكم المحلي، المواصلات بدأنا مواءمتها 55%، المشاركة السياسية المتاحة لنا أنا عن نفسي مرشح على قائمة أمثل ذوي الإعاقة، وهناك الكثير ينجز بالإرادة الصلبة .

 

نشاطكم المحلي لا يمنع الامتداد الإنساني، هل من إنصات للضمير العالمي لصوتكم؟ وهل من تأثير لجمعيتكم في هذا الأمر ؟

 

النشاط على مستوى فلسطين والوطن العربي والعالم هو انساني و يتوائم مع الاتفاقية الدولية للأشخاص ذوي الإعاقة التي وقعت عليها دولة فلسطين 2/4/2014، والخطة المستدامة 20/30 من أجل تغيير الواقع السلبي لواقع إيجابي على كل الأصعدة الدولية لذوي الإعاقات، وبخصوص تزايد الإعاقات فهي من الاعتداءات المستمرة بحق الشباب الفلسطيني، وللعلم في كل بيت فلسطيني يوجد ذوي إعاقة بسبب الاحتلال وهناك تغاضي دولي يكيل بمكيالين تجاه قضايا المتضررين من الحروب ولم يصرف لهم تعويض جراء الاعاقة.

 

المعاق الفلسطيني من ذوي الهمم والقمم ، الإعاقة لا تعني له شيئا في ظل تحدي حصري يحمله، ما سبب هذا المقام الفلسطينيي؟ وهل فعلا الجراح تصنع الرجال؟

 

هناك إرادة صلبة وعزيمة قوية من الاشخاص ذوي الاعاقة وأخص بذكر الشهداء منهم، الذين كانوا في المقدمة في مواجهة الاحتلال وكرامة الإنسان، نحن فقدنا الكثير من الشهداء منهم لأنهم تربوا على فطرة الدفاع عن القدس وأرض فلسطين ببسالة وعزيمة وإصرار من أجل دحر المحتل.

 

تمثلون أيضا فئة ضحايا الحروب، هل من أصوات عالمية داعمة مادام أن الحروب هاجس كل الشعوب؟

 

نعم جرحى الحرب لهم اتحاد جرحى فلسطين، الحرب فرضت على الشعب الفلسطيني، القوانين الدولية كفلت لنا الدفاع عن أنفسنا من أجل أن يكون لنا دولة وحياة كريمة كباقي شعوب الأرض، وهناك اهتمام بنا من خلال  الانسجام والروح الوطنية الحرة بيننا وبين القيادة الحكيمة والذي يرأسها الرئيس أبو مازن حفظه الله .

 

الصراع، الحروب، الاضطرابات، الاعتداء، و غيرها، هل أصبحت قدرا محتوما لفلسطين؟ و هل الغدر العالمي ساهم في إطالة عمر الأزمة؟

 

الصراع الموجود والحروب المفتعلة في فلسطين والوطن العربي والعالم تتلخص في محورين، الأول حرب استنزاف لمقدرات الشباب بالوطن العربي وفتح الحروب عليهم، والثاني تعويم الأوضاع بينهم وبيع السلاح لهم والمخدرات .

 

تعايشكم مع الحروب منح الشعب الفلسطيني نزعة تحدي رهيبة أسقطت كل الأوراق، وأكدت للجميع أن الدم الفلسطيني حارا وغاليا، هل حان الوقت ليعلم الجميع هذه الحقيقة؟

 

نحن الشعب الفلسطيني نتفاعل مع كل شيء، لا نخشى إلا الله لأننا اصحاب حق، لذلك هناك تحدي وإصرار وعزيمة من أجل تحرير تراب فلسطين وإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس على الرابع من حزيران وبما كفله لنا القانون الدولي، لكن العالم يتغاضى عن الحقيقة وهذا آخر استقلال لنا كباقي شعوب العالم .

 

ماذا تقول لدعاة السلام ؟

 

نحن نعيش في أرض السلام وهي مهبط الأديان السماوية، ومددنا أيدينا للسلام مرارا وتكرارا، لكن الاحتلال يدمر كل أحلام أجيالنا، من قتل صناع السلام هم لا يريدون سلام عادل وشامل يكفل مستقبل مشرق للأجيال، أنا منذ عشرة سنوات أرفع شعار (كفى حروب بين الدول والشعوب..نعم للحب والسلام لتعيش الأجيال بأمن وسلام)  .

 

لكم كل الحرية في إنهاء هذا الحوار.. تفضلوا سيدي .

 

في النهاية أشكر "مجلة لتعارفوا" التي سمحت لي أن أتحدث من على صفحتها ومنبرها الحر من أجل حقوق الإنسان وخاصة الإنسان ذوي الإعاقة الذي ليس له لا حولا ولا قوة الا بالله .

أحييكم من آهات وعذابات وآلام ذوي الإعاقة ومرضى السرطان والأمراض المستعصية في داخل سجون الاحتلال، رسالتهم أطلقوا سراحنا نحن أسرى حرب .. كيف يكون سلام شامل وعادل بدون الإفراج عن كل الاسرى ليكون بين أحضان عائلاتهم .